كشفت دراسة حديثة لمعهد “بوتسدام” لأبحاث تأثير المناخ، أنه من الممكن بناء المدن من الأخشاب بدلاً من الخرسانة، وذلك من خلال التخلص من الهياكل الفولاذية والخرسانية التقليدية لبناء المدن، نتيجة لذلك، يمكننا توفير مئات المليارات من الأطنان من الانبعاثات خلال العقود القادمة، وفقاً لصحيفة “مترو”.
ويعيش أكثر من نصف سكان العالم حاليًا في المدن، وبحلول عام 2100 سيزداد هذا العدد بشكل كبير.
وقال “أبهيجيت ميشرا”، المؤلف الرئيسي للدراسة التي ستنشر في مجلة “Nature Communications”، إن هذا يعني أنه سيتم بناء المزيد من المنازل من الفولاذ والخرسانة، ومعظمها لها بصمة كربونية خطيرة، والبديل الذي يمكن أن يخفف الانبعاثات الكربونية هو إيواء سكان الحضر الجدد في مبانٍ متوسطة الارتفاع من 4 إلى 12 طابقًا، ومصنوعة من الخشب”.
والسبب الرئيسي للتبديل بالخشب هو الحد من تكلفة الكربون الهائلة المرتبطة بإنتاج الخرسانة والصلب، ويعتبر الخشب هو المورد المتجدد الذي يحمل أقل بصمة كربونية من أي مواد بناء مماثلة.
وقال ميشرا “ينتج عن إنتاج الخشب المصمم هندسيًا كمية أقل بكثير من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بإنتاج الصلب والأسمنت، ويخزن الخشب المصمم هندسيًا الكربون أيضًا، مما يجعل مدن الأخشاب بالوعة كربون فريدة طويلة الأجل”.
وأضاف “بحلول عام 2100، يمكن أن يوفر هذا أكثر من 100 جيجا طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الإضافية، أي ما يعادل 10٪ من ميزانية الكربون المتبقية لهدف 2 درجة مئوية”.
ويمثل التصنيع خاصة في الصلب والأسمنت، ما يقرب من ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، مما يجعل بناء أشياء مثل المنازل والمكاتب أكثر تلويثًا من أشياء مثل الطيران أو قيادة السيارات التي تستهلك الكثير من الوقود.
بناء مدن من الخشب لوقف تغير المناخ
