في لغة الجسد البشري، يعتبر العطس طبيعياً وشائعاً، ولكن لاحظ الكثيرون أن هذه الحركة الطبيعية لا تحدث أثناء فترة النوم. لماذا يتوقف جسمنا عن العطس أثناء ساعات الليل؟ هل هناك أسباب علمية وراء هذا الظاهرة؟ في هذا المقال، سنستكشف هذا اللغز البيولوجي ونكشف عن بعض الحقائق المثيرة.
يعتبر العطس استجابة طبيعية للجهاز العصبي، حيث يتم إرسال إشارة عصبية تبدأ في الدماغ وتمر عبر الأعصاب إلى أجزاء مختلفة من الجسم. وفي العادة، تنشأ حركة العطس نتيجة لتهيج في الأنف أو الحنجرة بهدف التخلص من الجسيمات التي تدخل الأنف، مثل الغبار أو الحساسية أو الفيروسات. ومع أن هذا العمل الطبيعي يحدث أثناء اليقظة، يتوقف عندما نغفو.
ماذا يحدث للجسم أتناء النوم؟
يتحكم الدماغ في حركات الجسم أثناء النوم بشكل مختلف عما يحدث أثناء اليقظة. يتم تثبيت الحركات اللاارادية، مثل العطس، خلال مرحلة النوم العميق، وهو ما يعرف بمرحلة “حركة العين السريعة” أو (Rapid Eye Movement – . (REM في هذه المرحلة، يخضع جسم الإنسان للتخلي عن بعض الوظائف الطبيعية، مما يشمل تقليل الحساسية للمؤثرات الخارجية مثل الحركة والصوت. ومن المثير بالاهتمام أيضاً أن “حركة العين السريعة” هي التي تمنع الشخص النائم من التفاعل مع أحلامه، حتى لا يؤذي نفسه أو من بجواره أثناء النوم.
عندما ندخل في حالة النوم، يتم تقليل الاستجابة لتحفيزات البيئة من قبل الجهاز العصبي المركزي ويُعَدّ العطس واحدًا من تلك التحفيزات. هذا يسمح للجسم بالراحة اللازمة لتنفيذ وظائفه الأساسية دون تشتيته بالاستجابة لتحفيزات خارجية.
وبحال جاءت مؤثرات خارجية كافية لإثارة الخلايا العصبية أثناء النوم، مثل رائحة قوية حيث يصبح العطس ضرورياً، يخرج الانسان من مرحلة “حركة العين السريعة” أي يستيقظ من النوم، حتى يستطيع العطس.
إن فهم لماذا لا نعطس أثناء النوم يكشف لنا عن تداخلات معقدة وعجيبة في أنظمة الجسم البشري. يظهر الجهاز العصبي كعملٍ حكيم ينظم حركات الجسم بشكل دقيق لضمان استراحة فعالة وتجديد الطاقة أثناء النوم. تبقى هذه الآلية المعقدة والرائعة مجالاً مثيراً للاستكشاف في ميدان العلوم الحيوية، مما يشير إلى أن هناك الكثير لا نعلمه بعد حول أسرار جسدنا وتفاعلاته خلال ساعات الليل.
هل تساءلت يوما لماذا لا تعطس أثناء نومك؟
