أستُخدمت مواد البيرفلوروالكيل والبولي فلورو ألكيل، المعروفة باسم PFAS، منذ الخمسينيات من القرن الماضي، لجعل المنتجات الاستهلاكية غير لاصقة، وطاردة للزيت والماء، ومقاوِمة لتغير درجة الحرارة. ويُطلق عليها اسم “المواد الكيميائية الأبدية” لأنها لا تتحلل بالكامل في البيئة.
كانت هذه العائلة من المواد الكيميائية الاصطناعية محل نقاش لأعوام إذ كشف العلماء والمدافعون عن البيئة عن أدلة إضافية لكون بعضها ضارة لصحة الإنسان عند مستويات منخفضة بشكلٍ متزايد.
ونشرت الأكاديميات الوطنية المرموقة للعلوم والهندسة والطب الخميس تقريرًا يضم أكثر من 300 صفحة يقدّم نصائح مفصّلة للأطباء حول كيفية اختبار وتشخيص وعلاج ملايين الأمريكيين الذين قد يكون قد تعرضوا لمواد PFAS.
ويُحدد التقرير المستويات المثيرة للقلق بالنانو جرام، ويُشجع الأطباء على إجراء اختبارات الدم على المرضى القلقين بشأن التعرض، أو الأفراد المعرضين لمخاطر عالية (يعادل النانو جرام واحد من المليار من الجرام).
وأشار التقرير إلى أن الأشخاص في “مراحل الحياة الهشّة، مثل نمو الجنين أثناء الحمل والطفولة المبكرة والشيخوخة معرضون لخطر كبير.
ويُعتبر رجال الإطفاء والعاملين في مصانع تصنيع المواد الكيميائية الفلورية، وأولئك الذين يعيشون بالقرب من المطارات التجارية، والقواعد العسكرية ومدافن النفايات ومنشآت الحرق ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي عرضة للخطر أيضًا.
وقائمة المنتجات الشائعة التي تحتوي على تلك المواد كثيرة جدًا، ولا يمكن تجنبها تقريبًا، وهي تتضمن السجاد والأرائك وأدوات الطهي غير اللاصقة والملابس المقاومة للبقع والهواتف المحمولة ومستحضرات التجميل وبطانة أغلفة الوجبات السريعة.
وقال التقرير إن اللجنة وجدت أدلة علمية “كافية” لوجود علاقة بين التعرّض لمواد PFAS، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الكِلى عند البالغين، ومستويات الكوليسترول المرتفعة بشكل غير طبيعي.
كيمياويات يمكن أن تظل في جسمك لفترة طويلة
