ذكرت دراسة نشرتها دورية “نيتشر كوميونيكيشنز” أن البدء في تعليم الأطفال مبكرًا -بداية من شهورهم الأولى وحتى سن الالتحاق بالمدرسة- يساعدهم على اتخاذ قرارات اجتماعية سديدة في أثناء فترة المراهقة، مشددةً على أن استثمار الآباء في تعليم الأطفال في عمر مبكر يجعلهم قادرين على التخطيط بصورة أفضل لمستقبلهم.
وقبل أكثر من 45 عامًا، أُجريت دراسة في ولاية “كارولينا الشمالية” الأمريكية على أطفال التحقوا ببرنامج تعليمي مكثف في مرحلة الطفولة المبكرة بهدف تعليم الأطفال الحروف الأبجدية في ذلك العمر، وتم اختيار الأطفال من العائلات ذات الدخل المنخفض، وأظهر ذلك البحث أن التعليم المبكر حقق نتائج إيجابية على مستويات متعددة؛ إذ لوحظ تحسنٌ في الحالة الصحية والتعليمية والبدنية والاقتصادية لهؤلاء الأطفال حين وصلوا إلى سن البلوغ، مقارنةً بأقرانهم الذين تلقوا التعليم في المرحلة العمرية المؤهِّلة للدراسة في المدارس الابتدائية.
لكن الدراسة الحديثة تشير إلى أن الاستثمار التربوي في مرحلة الطفولة المبكرة يؤثر بالإيجاب على المهارات المعرفية –كالقدرة على اكتساب معلومات- وعلى المهارات غير المعرفية –كالنجاح الاجتماعي الاقتصادي- شريطة أن يكون ذلك الاستثمار “عالي الجودة وتؤكد الدراسة أن ذلك الاستثمار “يؤدي إلى تغيُّرات طويلة الأجل في عملية صناعة القرار الاجتماعي، ويُعزِّز من تطبيق القواعد الاجتماعية عند المراهقين، الهادفة لجني الفوائد المستقبلية.
شارك في الدراسة 78 طفلًا، ونُفذت في 40 عامًا كاملة، حسبما يقول “سيباستيان هتو”، الباحث المشارك في الدراسة، والذي يؤكد أن الورقة نتاج “واحدة من أطول الدراسات العشوائية التى يتم التحكم فيها، والخاصة بتعليم الأطفال في طفولتهم المبكرة.”
وقام الباحثون بدعوة عينات البحث للمشاركة في لعبة اقتصادية، إذ تم إعطاء كل مشارك 20 دولارًا، وطُلب منهم تقسيم المال، واشترطوا عليهم أنه في حالة رفض أحد المشاركين نسبة المال التي تُعطَى له، فإنه سيتم سحب الأموال من المشارك المُطالب بتقسيم المبلغ، أما إذا ارتضى الجميع، فسيحق للمشارك الاحتفاظ بالباقي من المبلغ
قام المشاركون الذين تلقوا تعليمًا في طفولتهم المبكرة بإجراء توزيع للأموال يضمن توازنًا بين المصلحة الذاتية مع إنفاذ المساواة الاجتماعية، في إطار من الثقة والتعاون مع أقرانهم، في حين فشل معظم الباقين في تحقيق ذلك التوازن.
تعليم الأطفال في الصغر يؤثر على صناعتهم للقرار في الكبر
