طور باحثون بريطانيون في جامعة برمنغهام، جهازاً جديداً، أطلقوا عليه اسم «EyeD»، لتشخيص إصابة الدماغ في غضون دقائق عن طريق مسح العين، وهو أداة محمولة تجمع بين الهاتف الذكي والليزر والمطياف، لقياس التغيرات الجزيئية في العين المرتبطة بتلف الدماغ، حتى بعد الوفاة.
وقال الباحثون إن العين ترتبط بالدماغ عن طريق العصب البصري، ويحتوي الجزء الخلفي من العين على الشبكية العصبية، والتي تشبه أنسجة المخ، لذلك، فإن أي تغييرات في الدماغ بسبب الإصابة تؤثر في العين والعكس صحيح، والجهاز خفيف الوزن ومحمول وسهل الاستخدام، ويمكن للمسعفين استخدامه في مكان الحادث لتشخيص إصابة الدماغ وبدء العلاج بسرعة.
واختبر الباحثون الجهاز على نموذج عين اصطناعية وأنسجة عين لنموذج حيواني بعد الوفاة، ووجدوا أن الجهاز يمكنه اكتشاف إصابة الدماغ بدقة في كلتا الحالتين، ويعمل الجهاز عن طريق تسليط ضوء ليزر آمن على العين والتقاط الضوء المنعكس من الأنسجة التي تحتوي على معلومات حول التركيب الكيميائي للعين، مثل مستويات الدهون والبروتينات، والتي تعد مؤشرات حيوية لإصابة الدماغ، ثم يستخدم الجهاز كاميرا الهاتف الذكي ومطيافاً لتحليل الضوء المنعكس وتغذية البيانات في برنامج الشبكة العصبية لتصنيف الحالات على أنها إصابة في الدماغ أم لا.
ويمكن أن يكون لإصابات الدماغ، مثل الارتجاج، عواقب وخيمة ودائمة إذا لم يتم علاجها على الفور، ومع ذلك لا تظهر أعراض إصابة الدماغ فور وقوع حادث، وغالباً ما يتطلب التشخيص تقنيات تصوير متطورة، مثل التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتي لا تتوفر إلا في المستشفيات، ما يعني أن الساعة الأولى الحاسمة بعد إصابة الدماغ، والمعروفة باسم “الساعة الذهبية”، قد تضيع أثناء انتظار التشخيص.